العبث بالعملة الوطنية عبث باقتصاد وطن
العبث بالعملة الوطنية عبث باقتصاد وطن
الثلاثاء7 يناير2025_ مع سنوات الحرب في اليمن، وما رافق ذلك من تدهور سعر صرف العملة الوطنية ، زاد الاستهتار بالعملة الوطنية والعبث بها، تارة تجد توقيعات عليها ، وتارة أخرى ذكريات ، وأخرى يتم كتابة اجتياجات المنزل على هذه الأوراق ، في فعل مستهتـر يفـرض تغليظ العقوبات لحماية الاقتصاد الوطني من العابثين حسب الكثير من المواطنين.
يقول الصحفي احمد الشريف : أمس كنت في احد المخابز فجاء احدهم وبيده ورقة عملة من فئة خمسمائة ريال جديدة ولكنه قد جعثها جعث بيده وكأنها قرطاس التقطه من الأرض ورمى بها إلى وجه صاحب المخبز ـ وطلب منه أن يعطيه خبزا بها فأستنكر عليه صاحب المخبز العبث بالعملة .. استفزني هذا المشهد فقلت له : هل تستطيع أن تعبث بريال سعودي او درهم إماراتي او دولار أمريكي .. قال : لا .. قلت : لماذا ? قال : لن يقيلوه مني عند الصرف .. قلت أليست عملتك الوطنية أحق أن تحافظ عليها ..فقال بانفعال : أحنا في اليمن واخذ الخبز ومشى .. بعد مغادرته قال لي صاحب المخبز لدي الوراق من فئة الألف ريال جديدة ومكتوب عليها طلبات لشرائها بطاط وطماط وكوسة وبصل وبعضها عليها رسومات بحبر احمر واخضر .. فقلت في نفسي كيف سنبني دولة نظام وقانون ووعينا متدني إلى درجة نستهتر من خلاله بكل شيء يتعلق باليمن.
أحد مقومات المواطنة الصادقة
لا شك أن الأوراق النقدية تمثل أحد مقومات المواطنة الصادقة، والتي يجب المحافظة عليها من الجميع والامتناع عن الإساءة إليها، لأن العملة رمز مهم للعلاقة الاقتصادية والاجتماعية، وأداة أساسية لكسب الثقة بالاقتصاد الوطني وحمايته، وبالطبع فإن الإساءة إلى العملة الوطنية تشكل مساً صارخا بسيادة البلد وأن كلفة طباعة الأوراق النقدية تتحملها المجموعة الوطنية بأسرها وأن الوظائف المسندة للعملة لا تتماشى واستعمالها كسند و وسيلة للتعبير عن العواطف والآراء وغير ذلك من الأفعال المخالفة العابثة.
مشكلة وعي
وتشير الدراسات الاقتصادية إلى أن العبث بالعملة في اليمن يأخذ أشكالا متعددة وطرقا مختلفة تدل على وجود مشكلة في وعي المواطنين وطريقة تفكيرهم حيث يقوم البعض بإحراق أجزاء معينة من الأوراق النقدية ، عن قصد ، وكاتب السطور لاحظ هذه العادة اكثر من مرة ، حيث يقوم احد الأشخاص بتحدي أصدقائه باحراق أوراق نقدية من فئة الألف ريال واستطاعته ان يشتري بها ما يشاء من البقالة ، هكذا بكل استهتار ، وهناك من يقوم بتقطيع بعض أجزائها الهامة مثل الرقم ويقوم البعض بالتوقيع والكتابة عليها كمذكرات قصيرة مما يدل على وعي منقوص يحتاج إلى الكثير من العمل البعض الآخر يستخدمها لتسجيل أرقام تلفونية وكتابة عبارات غير مناسبة لا يخلو بعضها من الطرافة كما أن طلبات المنزل تأخذ حيزا من هذا العبث غير المبرر ، مستغلين عدم وجود قانون يلزم كل مواطن الحفاظ على العملة الوطنية ، وأيضا عدم تضمين ذلك في المناهج الدراسية، كأحد ابرز مقومات المواطنة الصادقة.
فئة المائة ريال
وفي رمضان الفائت قام البنك المركزي بصنعاء باستبدال فئة المائة ريال الورقية بقطع معدنية ، فقام الكثير من التجار باستبدال الفئات نقدية مائة ريال الورقية حينها خرجت الكثير من ذات روائح كريهة للغاية وتالفة للغاية ، وكان مكتوب عليها الكثير من العبارات وما إلى ذلك حسب ما اكد احد موظفي البنك المركزي .
اقرأ أيضا:فساد القنصلية اليمنية بجدة يلتهم 91 مليون، و 236 ألف ريال سعودي